موضوع: الخدمة الاجتماعية المدرسية الجمعة 11 مارس 2011, 5:50 am
الخدمـــة الاجتماعـيـة المدرســيــة
من المسلم به أن المدرسة ليست مؤسسة تعليمية فقط وإنما هي مؤسسة تربوية تعليمية لها وظائفها الاجتماعية الهامة ومن الضروري أن يتم التفاعل بينها وبين المجتمع المحلي ، فهي جزء لا يتجزأ من واقع هذا المجتمع تتأثر به وتؤثر فيه وتعد أفراده للحياة وللمساهمة الإيجابية في تنميته .
والخدمة الاجتماعية المدرسية رسالة تربوية قبل أن تكون مهنة وتقوم على : - مساعدة التلميذة – كحالة فردية وكعضو يعيش في المجتمع – لتحقيق النمو المتوازن المتكامل الشخصية ، والاستفادة من الخبرة التعليمية إلى أقصى حد ممكن ، وهي بذلك أداة لتنمية التلميذة والجماعة والمجتمع . - تنشئة التلميذة اجتماعياً وتدريبها على الحياة والتعامل الإنساني الإيجابي . - تزويد التلميذة بالخبرات والجوانب المعرفية لإعدادها لحياة اجتماعية أفضل . - تعديل سلوك التلميذة وإكسابها القدرة على التوافق الاجتماعي السوي . - مساعدة التلميذة للتعرف على استعداداتها وقدراتها وميولها وتنميتها والاستفادة منها لأقصى حد ممكن . - التكامل مع المجتمع من أجل استثمار الطاقات البشرية المتاحة وحفزها على العمل البناء ، وربط التلميذة بالبيئة المحلية بما يحقق الرفاهية الاجتماعية .
وبهذا المعنى تكون الخدمة الاجتماعية المدرسية جانباً أساسياً محورياً في الوظيفة التربوية التعليمية للمدرسة .
أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية يمكن تحديد أهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية في :
1- اكتساب التلميذات مجموعة من الاتجاهات والمهارات والمعارف التي تتمثل في :
أأ) اكتساب التلميذة مجموعة من الاتجاهات الصالحة والتي من بينها : - الإيمان بالله ورسله والإعزاز بالقيم الدينية التي تؤمن سلوكه . - الانتماء للمجتمع المحلي والقومي والإنساني . - الإيمان بالأهداف المشتركة . - تنمية روح التعاون مع الآخرين والعمل بروح الفريق. - القدرة على القيادة والتبعية . - القدرة على تحمل المسؤولية . - احترام النظام وتقدير قيمة الوقت والعمل . - التفكير الواقعي السليم . - القدرة على مواجهة المشكلات .
ب) اكتساب التلميذة بعض المهارات اليدوية والفنية والفكرية .
ج) مساعدة التلميذة على أن تتوفر لديها قدر مناسب من المعلومات والمعارف التي تعينها على فهم نفسها ومعرفة مجتمعها .
2- الإسهام في تنمية إيجابية التلميذة للاستفادة من العملية التعليمية . 3- ربط المدرسة بالبيئة وبقضايا المجتمع .
المجالات الأساسية لعمل الأخصائية الاجتماعية المدرسي : في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية المدرسية وأهدافها يتبين لنا أن عمل الأخصائية الاجتماعية يتم من خلال جوانب ثلاث رئيسية هي :
الجانب التنموي ويتمثل في :
- تنظيم الحياة الاجتماعية للتلميذات من خلال الجماعات المدرسية وإتاحة الفرص لإشراك أكبر عدد من التلميذات فيها مما يكشف وينمي مواهبهم وميولهم وقدراتهم . - تنظيم الخدمات الجماعية اللازمة لنمو التلميذات جسمياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً . - تنمية المواهب والميول والقدرات وتشجيع التلميذات على ممارسة ألوان الهوايات المختلفة داخل المدرسة وخارجها .
الجانب الوقائي ويتمثـل في : مجموعة الجهود التي تبذل لدراسة ومعالجة الظروف والأوضاع الاجتماعية والانفعالية التي قد تؤثر على التلميذات تأثيراً سلبياً بما يؤدي إلى وقايتهم من أسباب الانحراف ، ومعاونتهم على تجنب الصعوبات والمشكلات .
الجانب العلاجي ويتمثل في : مجموعة الجهود والخدمات التي تبذل لمساعدة التلميذات على حل مشكلاتهن المختلفة والتي قد تعوق نموهن ولإفادتهن من الحياة المدرسية كاملة .
هذا ويتطلب العمل في إطار الجوانب الثلاث السابقة أن تتعامل الأخصائية الاجتماعية مع التلميذة في المجالات التالية :
أولاً : مجال العمل مع الحالات الفردية : ويتضمن تناول حالات التلميذات السلوكية والاجتماعية والمدرسية والصحية والاقتصادية بهدف تهيئة ظروف ملائمة تساعدهن على التوافق الاجتماعي وتقبلهن للخبرة التعليمية ومواجهة كل ما يعترض تحقيق هذا الهدف من خلال برامج وقائية وتنموية وعلاجية .
ثانياً : مجال العمل مع الجماعـات : ويتضمن تكوين الجماعات المدرسية المنوعة وإتاحة الفرص لاشراك أكبر عدد من التلميذات فيها والإشراف على الجماعات ذات الطابع الاجتماعي ، والعمل على إيجاد نوع من التفاعل البناء بين أفراد الوسط المدرسي من خلال هذه الجماعات بما يكفل تنمية شخصية التلميذة وتعديل سلوكها من ناحية ، وبما يساعد على ربط المدرسة بالبيئة المحيطة بها من ناحية أخرى .
ثالثاً : مجال العمل مع المجتمع : ويتناول العمل مع التنظيمات المدرسية لمساعدتها على تحقيق أهدافها المرجوة بما يساعد على ربط التلميذات بالمدرسة والمجتمع المحلي ، وإيجاد صلات قوية بين التلميذات وبيئتهن ، وإتاحة الفرص لهن لمواجهة المواقف الحقيقية في الحياة العامة التي تصقل شخصياتهن وتساهم في تنشئتهن وإعدادهن بما يعود على المجتمع بالرفاهية المرجوة .
وينبغي مراعاة أن العمل الاجتماعي بالمدرسة في المجالات الثلاث السابقة يتطلـب القيام ببعض الدراسات والبحوث للتعرف على الواقع والاحتياجات الفعلية ، كما يتطلب التخطيط الاستراتيجي والمتابعة وعمليات تنظيمية وإدارية .